-A +A
خالد السليمان
في كل دولة أزورها وفي كل مدينة أحط فيها رحالي ويوجد فيها مبتعثون سعوديون أجد نفسي مبهورا بمن ألتقيهم من شباب وطني وما يملكونه من وعي بالتحديات التي يواجهها وطنهم، وشغف بإنجاز مهمة حصولهم على شهاداتهم للعودة إلى الوطن والمساهمة في بنائه ورسم ملامح مستقبله!.

هؤلاء هم ثمرات برنامج الابتعاث الذي استفاد منه عشرات الآلاف من السعوديين من الجنسين، وهدف إلى اكتسابهم المهارات اللازمة ليقف الوطن على أكتافهم مع زملائهم من الشباب والشابات الذين يكتسبون مهاراتهم في الجامعات والكليات والمعاهد السعودية!.


لكنني أشعر بمرارة شديدة عندما أجد أن أول ما يستقبلهم عند عودتهم يحملون شهاداتهم العالية في تخصصاتهم المميزة هو الإحباط والبطالة، بعض من قرأت عنهم أو قابلتهم كانوا حصلوا على شهادات متميزة في تخصصات مهمة، وكثير منهم تم تكريمهم لتفوقهم، لكن الجهة الوحيدة التي تعاقدت معهم كانت البطالة!.

ما معنى أن ننفق المليارات في ابتعاث عشرات الآلاف من الطلاب ثم لا يستفيد منهم وطنهم في شيء، ما معنى على سبيل المثال أن يعود مبتعث بشهادة متفوقة تكرمه عليها جامعته في هندسة الأجهزة الطبية لينتهي في قسم المحاسبة بإحدى الشركات؟!.

أليست رؤيتنا المستقبلية المعلنة قائمة على سواعد وعقول وطاقات شباب تم تسليحه بالعلم والمهارات؟!.

إذا لم نستفد من هؤلاء المبتعثين والعائدين بشهاداتهم من أفضل الجامعات العالمية، فإننا لا نهدر المال وحده بل نهدر البشر أيضا!.